لندن - تعرضت استعدادات المنتخب الانجليزي الاول لكرة القدم لضربة كبيرة بغياب عدد هائل من اللاعبين البارزين قبل ملاقاة المانيا في مباراة ودية دولية في برلين في وقت لاحق الأربعاء.
وستلعب انجلترا في غياب 11 لاعبا أساسيا أمام المانيا بالستاد الاولمبي وهو ما يعني أن الصراع بين الأندية والمنتخبات عاد ليطل برأسه مجددا وبقوة.
وسيشارك أربعة لاعبين فقط مع المنتخب الانجليزي من الفرق الانجليزية الأربعة مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول وتشلسي بعد تعرض العديد لإصابات وكدمات وهو ما سيضطر المدرب فابيو كابيلو للدخول بتشكيلة مختلفة من اللاعبين.
وتعرضت آمال كابيلو في أن يبدأ المباراة بتشكيلة شبه أساسية لانتكاسة بعد إصابة ثنائي مانشستر يونايتد وين روني وريو فرديناند وثنائي تشلسي أيضا اشلي كول وجو كول.
ورغم أن هؤلاء اللاعبين لم يشاركوا مع فرقهم في مباريات الجولة الماضية فإن الأنباء التي تحدثت عن غياب ستيفن جيرارد قائد ليفربول وفرانك لامبارد نجم وسط تشلسي وهما الثنائي الأساسي في وسط منتخب انجلترا بسبب كدمات خفيفة يوم السبت الماضي منح الفرصة بشكل أكبر للمنتقدين الذين يعتقدون أن النجوم البارزين في انجلترا وبمساعدة مدربي فرقهم لا يرغبون في كثير من الأحيان في المشاركة في المباريات الودية الدولية.
واستدعى المنتخب الانجليزي رغم ذلك لاعبه جيرارد ومعه التقرير الطبي الذي يؤكد غيابه عن الملاعب لفترة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام لكي يخضع لفحوص طبية بواسطة أطباء منتخب انجلترا.
وقال متحدث رسمي باسم الاتحاد الانجليزي إن جيرارد ولامبارد لن يتمكنا من المشاركة مع انجلترا لكن لن يشعر مدربا اللاعبين في ليفربول وتشلسي على الترتيب بقلق كبير خاصة إذا عاد هذا الثنائي للمشاركة في مباريات الجولة المقبلة كما هو متوقع.
وكثيرا ما سبق لمدربي فرق انجليزية التمسك بلاعبيهم الافارقة في منتصف الموسم بدلا من منحهم فرصة اللعب مع بلادهم. وستثير حادثة جيرارد الأخيرة شك الاتحاد الانجليزي بشأن تصرفات بعض مدربي الفرق.
ويبدو أن كابيلو سيتعامل بصرامة أكبر من المدربين السابقين للمنتخب الانجليزي سفين جوران اريكسون وستيف مكلارين عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع رفاييل بينيتيز مدرب ليفربول واليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد وارسين فينغر مدرب ارسنال.
ويعلم كابيلو جيدا قيمة استدعاء أي لاعب من دوري الدرجة الأولى الايطالي للانضمام للمنتخب الايطالي وسينتظر حدوث الأمر ذاته مع لاعبي المنتخب الانجليزي بغض النظر عن أي ضغوط يتعرضوا لها في فرقهم.
ويتوخى مدربو الدوري الايطالي الحذر بعدم الحديث بأي شيء ضد المنتخب الايطالي حتى لا يتعرضوا لاتهامات بعدم الوطنية.
ورغم ذلك فان مدربي الدوري الايطالي ينتقدون أحيانا مدربي المنتخبات الأخرى على استدعاءات بعض اللاعبين وحدث ذلك مؤخرا عندما دخل البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب انتر ميلان في حرب كلامية مع أطباء منتخب فرنسا بشأن طريقة علاجهم لباتريك فييرا.
وسبق لمورينيو على وجه التحديد أثناء تدريبه فريق تشلسي أن قال إن ريمون دومينيك مدرب المنتخب الفرنسي يعامل لاعبه كلود ماكاليلي وكأنه عبد.
وفي المانيا لم تظهر أي مشاكل بشأن غياب اللاعبين البارزين عن المباريات الودية الدولية رغم الدخول في خلافات فيما يتعلق بلاعبين أجانب آخرين بالدوري مثل دييغو الذي تجاهل أوامر فريقه فيردر بريمن بالخروج من تشكيلة البرازيل في دورة بكين الاولمبية.
وبدا الخلاف بين الأندية والمنتخبات أكثر اشتعالا في انجلترا منذ انطلاق دوري الدرجة الممتازة بشكله الحالي عام 1992.
ومع انفاق مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية في الدوري الانجليزي منذ ذلك الحين فان قيمة صفقات الانتقال ارتفعت بشكل جنوني وحتى الأندية التي تصارع من أجل البقاء أصبحت تمتلك تشكيلة مليئة باللاعبين الدوليين من مختلف دول العالم.
ويتقاضى المدربون في انجلترا مبالغ طائلة من أجل إرضاء ملاك الأندية أصحاب المليارات والحصول على البطولات. ولا عجب بالتالي في قيام بعضهم بمحاولة منع لاعبيه من الانضمام الى المباريات الودية الدولية.
وهناك أمثلة عديدة لمدربين تعاملوا بغضب مع انضمام لاعبيهم لمنتخبات بلادهم.
وشكك ديفيد بليت مدرب توتنهام عام 2004 في ولاء لاعبه فريدريك كانوتيه في هذا الوقت بسبب رغبة اللاعب في تمثيل منتخب مالي في نهائيات كأس الأمم الافريقية.
وحدث مؤخرا خلاف كبير بين ايفرتون من جانب والاتحاد الجنوب افريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من جانب آخر بعد تلقي النادي الانجليزي أوامر بمنح الفرصة للاعبه ستيفن بينار باللعب مع منتخب جنوب افريقيا في نهائيات كأس الأمم الافريقية بدلا من مشاركته في الدور قبل النهائي لكأس رابطة الأندية الانجليزية المحترفة.
لكن رغم ذلك كله فإنه من غير المرجح أن يجد كابيلو نفسه في موقف مشابه لهذه الأمور وربما تتسبب شخصية المدرب الايطالي الجادة للغاية في توتر علاقته مع بعض مدربي الفرق الانجليزية.